تخطي إلى المحتوى 
اُختصر كتاب الروح لابن القيم إلى هذا الاسم لأن الاسم الحقيقي يتكون من 11 كلمة. واسمه الروح في الكلام على أرواح الأموات والأحياء بالدلائل من الكتاب والسنة. الكتاب لمؤلفه ابن قيم الجوزيه من أصل دمشقي من بلاد الشام. قام بتأليفه في القرن الثامن الهجري، بين عامي 728 و740. شمل الكتاب 21 مسألة متعلقة بالروح.
كتاب الروح لابن القيم
بلغت أهميته الكثير من البلدان حول العالم، حتى أنه طُبع منه 1600 نسخة. يجذب قرائه لما هو مجهول عن خبايا الروح وإجابات تشفي الصدور لكل المسائل المتعلقة بها. والأهم أن الكتاب مستنداً على القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.
بالإضافة إلى استخلاص آراء العلماء، والآثار الموجودة في العالم. وهذا ما يدل على قوة الحجج والبراهين، ولم يترك أي مجال للشك.
محتوى كتاب الروح لابن القيم
وفيما يلي محتوى ملخص عن بعض المسائل التي ذكرها في أهم كتبه وهو كتاب الروح:
1) زيارة الأموات
أولاً تناول الكتاب ابن القيم في بداية كتابه علاقة الأموات بالأحياء. وذكر الأحاديث النبوية الشريفة التي تؤكد شعور المتوفي بزيارة أحبائه من الأحياء. أيضاً إلقاء التحية كلقاء الأحياء يسلم عليهم. وهذه كانت المسألة الأولى.
2) تلاقي الأرواح
الروح نوعان أحدهما معذب من الكفار والعصاة وهم مشغولين عن وراهم فيما يتلقوه. والنوع الثاني المنعّمة، ترى حسن عملها في الدنيا وتتنعّم في القبر وذكر من الآيات القرآنية ما يثبت أنهم أحياء عند ربهم.
ويذكر الأدلة على تلاقي أرواح المتوفين مع أحبائهم من الأحياء. وأيضاً تلاقي أرواح المتوفيين مع بعضهم البعض. وبالطبع الصالحين من الأرواح هي من تتلاقى مع بعضها.
الفناء للجسد فقط لا للروح، وأشار إلى رأي بعض السلف في قولهم بأن الأرواح قد تتلاقى في أحلام الأحياء. وهذه هي المسألة الثانية من مسائل الأرواح.
3) وهي هل تتلاقى أرواح الأحياء وأرواح الأموات أم لا؟
يجاوب ابن قيم في هذه المسألة بالإيجاب. وبتفسير ابن عباس للآية فيما معناه بأن الله يمسك أرواح الأحياء وأرواح الأموات فيرسلهم إلى بعض.
وقد على التقاء أرواح الأحياء والأموات بأن الحي قد يرى المتوفي في منامه. ويسأله عن أمرٍ ما ليخبره به الميت ما لا يعمله الحي. ويصادف حدوث خبره كما أخبر في الماضي أو المستقبل.
الروح تأخذ صفات الجسد التي كانت فيه قبل موتها، وتتأثر به من صفات الطيبة أو الخبث.
4) هل تموت الروح أم يموت الجسد وحده؟
قيل في الإجابة عن هذه المسألة بأن موت النفس يعني فراقها للجسد بخروجها منه. وأن الروح تعيش باقية بعد خروجها من الجسد للنعيم الذي ينتظرها أو عذاب القبر حسب ما عملت من الأعمال في الدنيا.
5) كيف تتعارف الأرواح بعد مفارقة الأبدان؟
تأخذ الأرواح صورة من بدنها تتميز بها. فيكتسب البدن من خبث أو طيب البدن. وأيضاً تتأثر الروح بطيب وخبث البدن.
6) هل تعاد الروح إلى الميت في قبره وقت السؤال أم لا تعاد؟
استناداً على الحديث الصحيح للبراء بن عازب، فإن الروح تعود إلى الميت حين سؤالها في القبر.
7) عذاب القبر على النفس أم البدن؟
تتعذب الروح أو تتنعم وأحياناً تتصل بالجسد. أما عذاب القبر فهو حتمي وثابت في الكتاب والسنة. قد يكون الجسد أحرق حتى أصبح رماداً، أو أكلته الحيوانات.
ولكن يصل إلى الروح والبدن من العذاب ما يصل إلى القبور.
8) ما الأسباب التي يعذب بها أصحاب القبور؟
يوجد الكثير من الأسباب التي يعذب بها أصحاب القبور. ومنها النميمة، أكل الربا، الكذاب والزاني. وغيرها الكثير من الذنوب.
9) ما هي الأسباب المنجية من عذاب القبر؟
تجنب الأمور التي الله سبحانه وتعالى. والتوبة الصالحة عند ارتكاب المعاصي والذنوب، وحساب النفس دائماً.
ومن الأمور المنجية الرباط في سبيل الله والجهاد في سبيل الله، الموت في ليلة الجمعة أو يومها، قراءة سورة تبارك.
10) السؤال في القبر هل هو عام في حق المسلمين والمنافقين والكفار؟
سؤال القبر لا يختص بمسلم أو كافر فقط بل السؤال للجميع.
11) هل يسأل الأطفال؟
المتوفيين من الأطفال لا يتم امتحانهم. السؤال يكون لمن عقل الرسول والمرسل. السؤال للشخص الذي يميّز، والأطفال الصغار لا يميزون فلا يسألون.
12) هل عذاب القبر دائم أم منقطع؟
ذكر الكاتب أن عذاب القبر نوعان.
1-نوع العذاب الدائم، ويستند عليه من قول الله تعالى في هذه الآية: النار يعرضون عليها غدواً وعشياً.
2-النوع الثاني وهو العذاب المنقطع. وذلك يكون لبعض العصاة من الذين خفت جرائمهم فيعذب بحسب ما أجرم.
13) أين تستقر الروح ما بين الموت والقيامة؟
تعددت أراء العلماء في هذا الشأن. منهم من قال أن الأرواح تذهب عند الله، ومنهم من قال أنها في الجنة أو عند بابها، ومنهم من قالها أنها حرة طليقة في الدنيا، وبعضهم قال أنها على أفنية قبورها.
ولكل عالم منهم حجته على قوله.
وفي الحقيقة أن الأرواح متفاوتة في مكانتها ومكانها. حيث أن أرواح الأنبياء عليهم السلام في أعلى علّيين.
14) هل ينفع ما يفعله الأحياء من سعي للأموات أم لا ينفع؟
نعم سعي الأحياء ينفع الموتى. وذكر ابن القيم أنها تنفع في أمرين وهما:
1-ما تسبب إليه الميّت في حياته
2-دعاء المسلين للمتوفي واستغفارهم له، والصدقة والحج.
أما عن بقية العبادات فقد اختلفوا فيما كان الثواب سيصل إلى الميت أم لا.
15) هل الروح قديمة أو محدثة مخلوقة؟
كلام الرسل جميعهم عليهم الصلاة والسلام أجمع على أنها محدثة مخلوقة مصنوعة مربوبة مدبرة. وقد قالت مجموعة من أهل الضلال بأنها قديمة وغير مخلوقة.
15) هل تقدم خلق الأرواح على الأجساد أم تأخر عنها؟
اختلف العلماء في الجواب على هذه المسألة وهناك رأيان، بعضهم قال بأن الأرواح مخلوقة قبل الأجساد وبعضهم قال الأجساد هي من خلقت أولاً.
والرأي الثاني هو الصواب الأجساد أولاً، والدليل على ذلك هو خلق آدم عليه السلام من تراب ثم نفخ فيه روحه. وقال ابن القيم رحمة الله عليه أن القرآن والحديث والآثار قد دلت على أن الله سبحانه وتعالى قد نفخ فيه روحه بعدما خلق له جسده.
16) حقيقة النفس
اختلف الكثير من العلماء على حقيقة النفس والحقيقة كما ذكرها ابن القيم في كتابه، هي أن الروح جسم نوراني علوي خفيف حي متحرك. وينفذ من الأعضاء ويسري فيها سريان الماء في الورد.
17) هل النفس والروح شيئاً واحداً أم مختلفين؟
ذكر بعض الآيات القرآنية مثل (يا أيتها النفس المطمئنة)، (ولا أقسم بالنفس اللوامة) وقال بأن النفس واحدة ولكن لها صفات، وتسمى باعتبار كل صفة باسم كالمطمئنة أي أنها محبه لربها. واللوامة وهي التي تلوم صاحبها على التفريط. والأمار وهي التي تأمر بالسوء.
وهكذا فما سبق ذكره هو مختصر مفيد لبعض المسائل التي ذكرها الكاتب ابن القيم في كتابه الروح.
اقرأ أيضاً:
