مع بداية العام الدراسي الجديد وانتهاء فترة العطلات الصيفية ووقت التسلية والجلوس أمام شاشات الهاتف والتلفاز لساعات؛ أصبح كل طالب يتساءل كيف أهيئ نفسي للمذاكرة؟ وكيف أستعيد نشاطي لاستذكار دروسي والقيام بواجباتي على أكمل وجه؟ لذا ستكون هذه التساؤلات وغيرها محل اهتمامنا اليوم في السطور التالية.
كيف أهيئ نفسي للمذاكرة
دائمًا ما يتعرض الطلاب وبخاصة صغار السن إلى حالة من التغير النفسي في تقبلهم للمذاكرة أو التعلم أثناء فترة العطلة الصيفية، وذلك بسبب اعتيادهم على الكسل والجلوس فترات طويلة في المنزل أو الخروج للتنزه واللعب بعيدًا عن جو المذاكرة والدراسة. لتأتي فترات الدراسة بحاجة لاستعادة الهمة والنشاط من أجل بدء المذاكرة مرة أخرى.
لذا بوجه عام تعتمد تهيئة الطالب على المذاكرة على شقين:
الأول هو التهيئة النفسية، والثاني هو التهيئة الجسدية. ومن أهم العوامل المفيدة في تهيئة الطلاب للمذاكرة والدروس ما يلي.
كيف أهيئ نفسي للمذاكرة نفسيًا
يجب أن تعرف أن استعدادك النفسي وقبولك لفترة دراسية جديدة في حياتك. هي الخطوة الأولى للتشجيع على الاجتهاد وانجاز المهام المطلوبة منك بفعالية.
وبذلك من المهم أن تبتعد عن تلك العادات التي ارتبطت بها في فترة الإجازة. مثل النوم لفترات طويلة وقضاء ساعات في ألعاب الفيديو أو الموبايل أو السهر لوقت متأخر. بالإضافة إلى كثرة الخروج من المنزل وغيره.
والجلوس مع النفس وإدراك أهمية هذه السنة الدراسية كجزء مهم في رحلتك الدراسية. بالإضافة إلى:
- تخطيط يومك بطريقة منظمة وتوزيع الوقت بين المدرسة ومذاكرة الدروس. مع عمل وقت راحة لك.
- الخلود مبكرًا للنوم وتجنب السهر. مع أهمية التعود على النوم مبكرًا قبل الدراسة بفترة لا تقل عن أسبوع.
- بدء التعود على القراءة لمدة ساعة يوميًا في كتب خارجية أو في كتب المواد الدراسية المقررة عليك.
- إلقاء نظرة على المواد المقررة عليك.
- شجع نفسك بالطرق المختلفة مع اعطائها مكافأة أسبوعية مع الالتزام مثل التنزه يوم الأجازة أو النوم لفترة كافية. أو مشاهدة التلفاز لمدة ساعة أو تناول وجبة شهية.
كيف أهيئ نفسي للمذاكرة جسديًا
تعويد الجسد على الراحة ينتج عنه خمول وعدم تقبل لأي نشاط جديد قد يقوم به الشخص. لذا إذا كنت تبحث عن النشاط وبدء العام الدراسي بنشاط وتفاعل مع الدروس والمدرسين. عليك تهيئة جسدك على عدة أشياء أهمها ما يلي:
- النوم والاستيقاظ مبكرًا.
- تناول وجبة الفطور في موعدها مع تناول طعام صحي مثل الخضروات والفواكه المهمة لتحفيز الدماغ والذاكرة.
- تجنب المشروبات الغازية والأطعمة المحفوظة. لأنها تحد من عمل خلايا الدماغ وتسبب خمول وزيادة في الوزن.
- احرص على ممارسة الرياضة لمدة نصف ساعة يوميًا سواء كانت رياضة مفضلة لك أو المشي. فمن شأن الرياضة أن تكسبك النشاط وتحفز الدورة الدموية في الجسم. فتجعلك أكثر صحة ونشاط وتحفيزًا للمذاكرة.
- احرص على فترات الراحة بين المذاكرة ليتمكن جسدك وعقلك من الاستمرار في العمل.
- اشرب كميات كبيرة من الماء لدوره في تحفيز تدفق الدم إلى الدماغ وتنشيط المخ.
تهيئة بيئة المذاكرة
دائمًا يجب أن تختار مكان مناسب للمذاكرة جسديًا ونفسيًا، بمعنى أن تختار مكان مريح لجسمك وظهرك مثل مقعد عالي ومكتب مريح. مع إضاءة مناسبة، أيضًا مهم أن تبتعد عن أي مشتتات أو ملهيات. لذا يجب عليك ترك الهاتف بعيدًا عن مكان المذاكرة وكذلك التلفاز.
يجب أيضًا أن تجعل غرفة المذاكرة بعيدًا عن الضوضاء والأصوات العالية. مع أهمية ترتيبها وتنظيم حاجياتك والتخلص من الفوضى والأشياء المبعثرة، حافظ فقط على أدواتك وقطع ديكور بسيطة.
الاستعداد للمذاكرة
يجب أن تتعامل مع مذاكرة دروسك على أنها شيء جلل يستحق الاهتمام. لذا استعد جيدًا قبل مذاكرة كل درس أو بداية كل يوم دراسي، فإذا كنت تتساءل كيف أهيئ نفسي للمذاكرة فعليك بالنقاط الآتية:
- ابدأ مبكرًا: يقصد هنا أن تبدأ مذاكرة دروسك أول بأول منذ بداية العام الدراسي. مع أهمية الاستيقاظ من النوم مبكرًا ثم البدء في المذاكرة أو إذا كنت تذهب للمدرسة أو الجامعة؛ يمكنك النوم لمدة ساعتين ثم الاستيقاظ لمراجعة دروسك.
- حدد أهدافك: قبل أن تبدأ مذاكرة عليك أن تحدد المواد المراد انجازها والدروس المحددة للمذاكرة. واجعل لكل هدف وقت محدد عليك الالتزام به.
- رتب مكان المذاكرة: عليك أن تهيئ المكان من حولك لتتهيأ أنت نفسيًا للمذاكرة. رتب الكتب والأوراق والأقلام، واجعل فقط الأشياء الضرورية هي الموجودة أمامك.
- حدد أولوياتك: يجب أن تراعي أولويات المذاكرة، فمثلًا إذا كان لديك اختبار في مادة يجب عليك مذاكرتها أولًا. ويفضل البدء بالأصعب أولًا، بمعنى أن تذاكر المواد التي تحتاج منك إلى تركيز أكبر أولًا.
كيف أهيئ نفسي للمذاكرة قبل الاختبارات
كيف أهيئ نفسي للمذاكرة؟ وكيف أجعل وقت المذاكرة فعال وأكثر تحصيلًا؟ يحتاج الأمر منك إلى مراعاة عدة نصائح:
- حول المعلومات الصعبة والمملة إلى معلومات جذابة ومثيرة للانتباه. دائمًا ما تكون المعلومات الدراسية في قوالب جامدة. ولكن حينما تربطها بجانب آخر مثل ربطها بحياتك الاجتماعية أو جانب من شخصيتك أو ظاهرة كونية أو وظيفة حيوية في كائن حي وهكذا.
- حدد وقت للبداية والنهاية لكل مادة. لذا يفضل أن تضبط منبهك على فترة زمنية معينة لمذاكرة درس معين. بالإضافة إلى أن تقسيم مذاكرة المادة إلى فترات قصيرة، كل فترة مثلًا لمدة نصف ساعة.
- اطلب المساعدة من زميلك أو شاركه مذاكرة مادة. بحيث تجد تحفيز وتشجيع على الانتهاء من المذاكرة ثم مراجعة الدرس سويًا.
- يجب أن تحصل على قسط كافي من النوم ونظام غذائي متوازن لتتمكن من استكمال المذاكرة بنشاط وتركيز.
- اجعل بجوارك دفتر ملاحظات لكل مادة، بحيث تكتب فيه أهم الملاحظات حول الدرس الذي تذاكره. ليكون من السهل الرجوع إليه عند الانتهاء من المذاكرة.
- يمكنك ممارسة بعض من تمارين العقل أو الألعاب الذهنية التي تحفز العمليات الادراكية للعقل. مثل الكلمات المتقاطعة والبازل والشطرنج وغيرها.
أهمية تهيئة النفس للمذاكرة
فوائد الاستعداد للمذاكرة ستجعلك تتساءل دائمًا كيف أهيئ نفسي للمذاكرة؟ فالاستعداد وتحفيز العقل وتشجيعه على الانتباه والتركيز في المذاكرة يؤثروا إيجابيًا على معدل تحصيلك. ومن أهم فوائد تهيئة النفس للمذاكرة ما يلي:
- ادارة الوقت وتنظيمه جيدًا.
- الحصول على وقت فراغ لممارسة هواياتك والتفرغ قليلًا للأشياء التي تستمتع بها بعيدًا عن المذاكرة.
- زيادة معدل التحصيل الدراسي والانتاجية. فبدلًا من أن تذاكر دون تخطيط أو استعداد، ستذاكر دروسك وأنت مستعد ولديك الكثير من المحفزات التي تزيد من تحصيلك الدراسي.
- التخلص من الضغط والتوتر والقلق: لأنك ستشعر بالراحة؛ فوقتك منظم وموزع على الدروس والمواد الموجودة أمامك. كما أنك ستكون مستعد للاختبارات مبكرًا دون ضغط.
وبالتالي تهيئة العقل والجسد قبل المذاكرة سيجعل كل ساعة مذاكرة بمعدل تحصيل 6 ساعات بدون تنظيم أو استعداد. إذًا لكل من يسأل كيف أهيئ نفسي للمذاكرة؟ عليه أن يقرأ السطور السابقة جيدًا ويضع دروسه هدف مهم نصب عينيه.