الخوف من الجمهور ومن التحدث أمام جمع كبير من الناس هو عن نوع من أنواع القلق أو الخوف النفسي الذي تختلف درجته من شخص لآخر، ولكن كيف أواجه الخوف أمام الجمهور؟ وهل توجد طريقة للتخلص من هذا القلق؟ وهل يمكن للتدريب والمحاولات المتكررة أن تؤتي بنتيجة إيجابية وأتخلص من الخوف من الآخرين؟.
كيف أواجه الخوف أمام الجمهور
توجد أنواع كثيرة من الاضطرابات النفسية التي تم تصنيفها في علم النفس والطب النفسي؛ هذه الاضطرابات تتراوح بين البسيطة والمتوسطة والشديدة.
ولكن لكل نوع منها طريقة علاج تختلف بحسب تشخيص المتخصص.
ويعد الخوف أمام الجمهور سواء من التحدث أو من القيام بأمر ما من أكثر اضطرابات القلق والخوف شيوعًا.
فالغالب أن معظم الأشخاص الذين يعانون من القلق الاجتماعي أو الخوف من التحدث أمام الجمهور يعانون من أعراض بسيطة يمكن علاجها بطرق بسيطة وبالتدريب السلوكي والمعرفي.
إلا أن نسبة أخرى ليست بالقليلة قد يصل إليها الأمر إلى ما يعرف باسم جلوسوفوبيا أو فوبيا الظهور والتحدث أمام الآخرين.
وهو ما يؤثر على الحياة الاجتماعية والعملية للشخص، لأن اللقاءات بالناس والتواجد أمام جمهور أصبح لا غنى عنه في الحياة اليومية.
وهو ما يطرح سؤالًا ملحًا وضروريًا وهو كيف أواجه الخوف أمام الجمهور، وكيف أكتسب ثقة للتحدث وتوصيل ما أريد بصورة صحيحة دون توتر أو خوف.
كيف أواجه الخوف أمام الجمهور
يمكنك اكتساب مهارات التحدث بثقة والظهور القوي أمام الجمهور بسهولة إذا كان الأمر لديك بسيطًا أو متوسطًا.
ولكن هناك بعض الأعراض التي تستوجب استشارة متخصص للطب النفسي لمساعدتك على تخطي الأمر.
ولكن كيف أواجه الخوف أمام الجمهور بمهارات أو تمارين بسيطة يمكن القيام بها في المنزل:
استعد جيدًا
جميع الأشخاص حتى الذين تراهم في إطلالة مميزة ويتحدثون بثقة ولديهم مهارات إلقاء وفن الكلام؛ هم أشخاص استعدوا جيدًا للحدث أو المقابلة، حددوا ما سيقولون، تدربوا على تلك الأفعال التي ابهرتك.
كما أنهم حرصوا على تحضير أنفسهم جيدًا ليتجنبوا أي ضغوط نفسية أو عوائق قد تعيق نجاحهم في كسب ثقة وود الجمهور.
لذلك عليك الاستعداد الجيد للموضوع الذي ستتحدث فيه، واحرص على الإطلاع على كافة المعلومات المحيطة به، بالإضافة إلى أن فهم ما ستقول سيجعلك أكثر قدرة على الإمساك بزمام الأمور.
رتب معلوماتك | كيف أواجه الخوف أمام الجمهور
يجب أن ترتب كافة المعلومات الموجودة لديك حول الموضوع، بالإضافة إلى تحديد التوقيت المناسب لكل معلومة.
مع أهمية الاستعانة بمصادر أو مؤثرات بصرية أو سمعية، ويمكنك الاستعانة بكروت صغيرة لكتابة العناوين الرئيسية حتى لا تخرج عن سياق الحديث.
ويكون لديك تنظيم وترتيب لما ستقول.
تدرب على العرض
التدريب وبكثرة أكثر من مرة سيكسبك مزيدًا من الثقة، وسيجعلك أقل رهبة وتوترًا.
لذا حينما يسأل أحدهم كيف أواجه الخوف من الجمهور؟ تكون الإجابة الأولى هو التدريب والممارسة.
فقبل العرض يجب أن تتدرب على ما ستقول ويفضل في حضور بعض أصدقائك أو أفراد أسرتك.
لتنبيهك إلى أبرز السلبيات التي قمت بها، ونقدك نقد بناء، فالتحضير الجيد سيقلل من أعراض التوتر أثناء العرض والحديث أمام الجمهور.
والتي ستظهر على شكل سرعة نبضات القلب وارتجاف الشفتين واليدين، بالإضافة إلى التلعثم في الكلام.
تعرف على جمهورك
يجب عليك أن تعرف لمن ستتحدث، فمعرفة الجمهور والأشخاص المستهدفين من العرض سيوفر عليك الكثير في التخمينات حول آرائهم وخلفياتهم الثقافية أو العلمية، كما أنه سيساعدك في انتقاء الكلمات التي ستعبر بها عن موضوعك، وأيضًا ستساعدك في تطويع لغة الجسد بطريقة مناسبة، وطبيعة الاستمالات المستخدمة، بالإضافة إلى توقع نسبة كبيرة من الأسئلة أو النقد الذي يمكن أن يوجه إليك.
كن طبيعيًّا
أحيانًا كثيرة التصرف بطبيعية دون تكلف يترك انطباعًا إيجابيًا عنك لدى الجمهور، فأنت ستكون أكثر هدوءًا وثقة.
كما أنك ستركز فيما ستقول بصورة أفضل بدلًأ من الانشغال بكيفية التصرف بطريقة لا تناسب شخصيتك أو التكلف في الأسلوب والكلام ولغة الجسد.
لذلك إذا كنت تبحث عن كيف أواجه الخوف من الجمهور؟ فيجب أن تواجه الخوف من إظهار شخصيتك، لأنها بالمؤكد تحمل الكثير من الإيجابيات التي يجب إظهارها.
كن مرحًا | كيف أواجه الخوف أمام الجمهور
يجب أن تظهر الجانب الإيجابي في شخصيتك، حيث يمكنك أن تكسب ود من أمامك بمزحة لطيفة مع ابتسامة جذابة.
فأنت غير مطالب بالجدية طوال الحديث، لأن الجانب الإنساني في الجمهور سيطغى في نقدك حينما تبدو جادًا طوال عرضك.
لذا عليك ببعض الاستمالات العاطفية مثل الابتسامة أو الفكاهة أو إدخال موقف إنساني أو شخصي في الحديث بصورة مترابطة مع ما تقول.
وظف لغة الجسد | كيف أواجه الخوف أمام الجمهور
لا تقل لغة جسدك أهمية عن لغة اللسان، فهي تظهر أولًا وأسرع من لغة اللسان، لذا يجب أن تتدرب على التحكم في انفعالات جسمك.
بالإضافة إلى تجنب إظهار التوتر على حركة الرأس أو العينين أو اليدين.
كما أنه عليك توظيف لغة العيون والابتسامة واليدين في توصيل ما تود قوله إلى الجمهور بنجاح، ولكن دون مبالغة حتى لا تشتت المستمع.
كيف أواجه الخوف أمام الجمهور بثقة
مواجهة جمهور من الناس والتحدث إليهم جزء مهم من حياتنا اليومية، فهو نمط حياتي مهم وضروري.
لذا توجد بعض النصائح التي تساعدك في التخلص من الخوف أمام الجمهور، من هذه النصائح:
- التوتر شعور إنساني فطري لا يمكن التخلص منه كليًا، لذا فبعض من الخوف لن يفسد عليك الأمر.
- يمكنك استخدام وسائل مرئية جاذبة لتأكيد كلامك وتدعيم ما تود التحدث عنه.
- تجنب القراءة من الورق أو من شرائح الباوربوينت، ولكن يمكن الاستعانة بها لربط موضوعاتك بسلاسة.
- عليك بالتنفس العميق باستمرار عند كل شعور بالتوتر، فالتنفس العميق سينظم ضربات القلب وسيخفف من حدة التوتر الواقع عليك.
- حافظ على هدوئك قدر المستطاع، ولا تلق بالًا بما يقوله الآخرون عنك طوال العرض، فقط ركز فيما تقول.
- يجب أن تتمرن كثيرًا قبل العرض، وعليك فهم مهارات وأساسيات فن الكلام والإلقاء.
- لا تضع ذاتك تحت عدسة المراقبة، وبدلًا عنها عليك التركيز على الأشياء المحيطة بك.
- عليك ضبط مستوى صوتك ليكون مسموع بوضوح للحضور، دون التحدث بصوت مرتفع مزعج أو بصوت خافت يجعل الجمهور يمل من سماعك.
- تجنب تكرار بعض الكلمات بصورة ملحوظة.
- راعي التنويع في طبقات الصوت في الحديث، مع مراعاة استخدام طبقة صوت مناسبة للعرض دون صراخ أو انفعال.
أهمية فن كيف أواجه الخوف أمام الجمهور
إذا تعرفت على إجابة سؤال كيف أواجه الخوف أمام الجمهور، وتدربت على الطرق والمهارات اللازمة لتقديم عرض ناجح؛ فأنت بالطبع ستحصل على تغييرات ملحوظة في حياتك، ففن مواجهة الجمهور سيجعلك أكثر قدرة على كسب علاقات وصداقات، بالإضافة إلى:
- كسب ثقة الحضور، وكسب تأييدهم لما تقول، بالإضافة إلى الحصول على الموافقة.
- القدرة على التأثير في الآخرين وفي المجتمع.
- القدرة على الاقناع.
- الحصول على علاقات كثيرة في إطار العلاقات الاجتماعية والعملية.
- فتح مزيد من الفرص والأفاق أمامك.
وبالتالي إجابة سؤال كيف أواجه الخوف من الجمهور تبدأ من عندك، وكيف تريد التغيير.
لأنه لا يوجد علاج سحري سيجعلك أكثر شجاعة، بل يجب أن تتدرب كثيرًا، وتتوتر وتتلعثم لكي تكتسب مزيد من المهارة في الإلقاء والحديث والإقناع والثقة بالذات.