كيف نحمي ابنائنا من مخاطر الانترنت ؟ سؤال يتبادر على أذهان الأهالي، هل يمكن أن ينحرف سلوك الأبناء بسبب الانترنت. نغرس بذرة طيبة في تربة خصبة ونظل طوال عمرنا نشاهدها تنمو وتثمر وبالتأكيد لن يسرنا أن تنخلع جذورهم ويضيع تعب السنين هباءً. لذا يجب ألا ننخدع بالمفاهيم الخاطئة والقوالب الفكرية التي عرفناها من المجتمع. ونحاول أن نميّز بين الخطأ والمكروه.
كيف نحمي ابنائنا من مخاطر الانترنت
يجب أن نسأل أنفسنا لماذا نظن أن الانترنت ومجتمع السوشيال ميديا أخطر من المجتمع الخارجي والصحبة السيئة وخلافه؟ أو انهما مرتبطان برباط وثيق.
أولاً لنعرف ما هي مخاطر الانترنت بشكل عام على الجميع
مخاطر الانترنت
لنعترف أن الانترنت له مخاطر ضخمة لا يستهان بها إطلاقاً سواء على الأبناء أو على الأهل. وفيما يلي أبرز المخاطر للإنترنت:
- المعاناة من الرهاب الاجتماعي، والهرب من الناس والمجتمع والانطواء في غرفة واحدة مفتوحة على عالم واسع.
- الإدمان على الأجهزة الإلكترونية وتضيع الوقت بسلاسة ومتعة دون الشعور بقيمة الوقت وأهمية استغلاله في تطوير الذات وتربية النفس.
- التعرف على قيم غريبة وغير موجودة في الديانات، واعتبارها قناعات شخصية أو حرية والمطالبة بالتعايش معها.
- التعرض لأمراض جسدية، أبرزها آلام في الرقبة والعمود الفقري، السمنة بسبب الكسل، ضعف البصر.
- إباحة المحرمات وارتكاب جرائم إلكترونية وغيرها منافية للأخلاق منها سرقة الحسابات واختراق المعلومات الشخصية، المضايقات عبر الرسائل، الصداقة بين الجنسين.
- مشاهدة المحتوى الغير هادف أو المنافي للدين والأخلاق، وهي أمور سهل الحصول عليها ومباحة في عالم الانترنت.
- اختلاط الثقافات، وتداخل المفاهيم بين المجتمعات الغربية والعربية وهي الأخطر على أبنائنا.
طرق فعّالة لحماية الأبناء من مخاطر الانترنت
إذا لم يصبح الأمر مرضاً يستوجب العلاج، يكون أفضل وسيلة للحماية هي الوقاية المبكرة. وإذا كان الأمر أصاب الأبناء فلابد من العلاج والمتابعة وعدم الاستسلام. وفيما يلي طرق فعّالة جداً لحماية أبنائنا من مخاطر الانترنت:
الوعي المبكر
الأطفال مازالوا عجينة طريقة سهلة التشكيل، ابدأ بتوعيتهم في سن مبكر واحرص على متابعتهم للقنوات المفيدة والألعاب التعليمة. وهي متوفرة بكثرة منها مجاني ومنها مدفوع.
التربية السليمة
دائماً ما نسمع التربية في الصغر كالنقش على الحجر. انقش المبادئ التي لا تتأثر بالمجتمع الإلكتروني والواقعي، وثق في الله ثم ثق فيما غرست وتوكل على الله. وتذكر أن الله يهدي من يشاء.
رافقهم
الأديان تحث على المعاملة الطبية، لما يعمله الله من تأثير الكلمة والموقف على القلوب. لذا تعامل مع الأبناء بلطف ومحبة وأظهر لهم ذلك بالدعم والهدايا والتشجيع وخلافه. باختصار كوّن حياة اجتماعية نشطة ومفعمة بالحيوية داخل حيطان المنزل.
تحديد الوقت
حدد أوقات معينة لاستعمال الانترنت وأوقات للعب وأوقات للدراسة. من الممكن أن تصنع جدول على أن يتضمن الجانب الترفيهي. والتزام الأهل به مهم جداً في النهاية الأب والأم قدوة لأبنائهم.
ابحث عن دورات تعليمية / عمل
يحبذا لو أن نستغل هذه الأداة في النمو العقلي والثقافي واشباع الروح بالقراءة والتعلم. ناقشهم في هواياتهم مهاراتهم عزّزها بالدورات. أو لو كان أحد ابنائك متفوق في مجالٍ ما، الترجمة، الكتابة، التصميم، البرجمة، التسويق ابحث له عن عمل مناسب سيشكل فارق نفسي رائع جداً.
تعلم ما يتعلمون
يحب الأبناء وخصوصاً في فترات المراهقة التحدث أو النقاش في مجالات مختلفة منها الترند، التيك توك، المشاهير، المعلومات الغريبة وغيرها من الأمور. لذا قم بمواكبة تطورات السوشيال ميديا وناقشهم في أخطاء المشاهير وصوابهم.
نصائح لحماية الأبناء من مخاطر الانترنت بتحويلها إلى منافع
هنا ندرك أن من الممكن حتى لو استصعبنا الأمر أن نحول المخاطر إلى فوائد ومواقف إيجابية. حوّل مسار الانترنت السلبي إلى حياة أفضل من خلال الطرق البسيطة التالية:
- تسوّق معهم عبر الانترنت، يمكن في حالات قليلة شراء المنتجات النادرة كنوع من التهادي. أو شراء الاحتياجات العادية من مواقع التسوق، وهذا حسب ما تسمح الميزانية.
- اجعله مصدر لكسب بعض المال. حفز طفلك على تعلم المهارات ليستغلها في كسب المال فيما بعد.
- التعرف على أصدقاء جدد، أو التواصل مع الأصدقاء والاستمتاع معهم ببعض الوقت. لا مانع طالما أنك محدد أوقات الانترنت.
- اتركهم لمساحتهم الشخصية وراقبهم من بعيد، لا يحب الأبناء المراقبة قتل الثقة المتبادلة بينكم. واجعلهم يحكوا لك عما يمروا به خلال يومهم.
- شاركهم في الترفيه والعب معهم الألعاب الإلكترونية في تحدي رائع بينكم. هذا يوطد العلاقة ويعزز الثقة المتبادلة.
- متابعة القنوات التي تقدم المعلومة بطريقة مختلفة أو طريفة، حتى يصبح الانترنت مصدراً للمعلومات والترفيه معاً.
- حافظ على معلوماتكم الشخصية. وحذر أبنائك بضرورة عدم مشاركة الأخرين سواء بصور أو بيانات خاصة به أو بعائلته.
- تجاوب مع مشاكلهم، ضروري أن تسمعهم في أي وقت يريدون التحدث فيه فقد لا تتكرر رغبتهم في الحديث مرة أخرى.
مشاكل السوشيال ميديا على الأبناء
لا شك أن مواقع السوشيال ميديا جميعها هي السائدة مقارنةً بالموقع الأخرى. وبرغم أنها مواقع تنقل الأخبار وساحة كبيرة لظهور الباحثين عن الشهرة. كما أنها لا حجاب عليها ويمكن عرض الأفكار والمحتويات بأنواعها عليها. ولهذا تقع ضمن دائرة الخطر، وينبغي معرفة مشاكلها. وفيما يلي أبرز مشاكل السوشيال على الأبناء:
- التعرض للتنمر من أي شخص سواء أصدقائهم أو أشخاص عاديين، فمن السهل مواجهة الكلمات اللاذعة. وبالتأكيد بتأثر الطفل نفسياً بما يقرأه عن نفسه.
- مشاكل نفسية، مشاهدة الجرائم من خلال السوشيال ميديا تعرض أي أحد لخطر الاكتئاب. خصوصاً أن جميع تفاصيلها تعرض على المواقع.
- الأرق، نعلم جميعنا أن أول وأخر ما نفعله في يومنا هو التصفح على برامج السوشيال ميديا. لذا يسرق هذا الكثير من الوقت فيفضل فصل الانترنت لجميع البيت في ساعة معينة.
- تلقي الرسائل من أي شخص، قد يتعرض للتهديد ولا يفصح لك. لذا من الضروري تنبيه أبنائك لهذه النقطة. أو أي رسائل غير أخلاقية أخرى ويحل هذا الأمر بزر الحظر.
أضرار السوشيال ميديا على المراهقين
فترة المراهقة هي الأخطر على الإطلاق، تعتبر مادة خام للوقوع في الخطأ والمحظور. ومن اهم الفترات التي تستوجب استحضار الأهل في كل وقت ومعالجة المشاكل أول بأول. لأنها فترة بها العديد من المشاكل.
ومع تطور وسائل التواصل الاجتماعي أصبح الخطأ سهل الوصول إليه. وفيما يلي بعض أضرار السوشيال ميديا على الأبناء المراهقين:
- التقليد الأعمى لكل ما يظهر أمامهم من شخصيات، مبادئ، أفكار، اختلافات، ثقافات وغيره.
- الرغبة في الارتباط، خصوصاً أننا نشاهد الارتباطات بين الجنسين باستمرار على السوشيال ميديا. ويريد المراهق الدخول في هذا العالم فيبدأ يبحث عن أي شريك على السوشيال ميديا.
- تضيع وقت الدراسة، خصوصاً في فترة الثانوية العامة. والتي تحدد فيما بعد التخصص الجامعي الذي يدرسه. من المهم مراقبتهم فترة الدراسة ولكن بحذر وتعريفهم بأن مستقبلهم أهم ما يشغل بالهم.
- التعرف على صحبة سيئة والخروج معهم في أي وقت وأي مكان. فيصبح عرضة لارتكاب نفس أخطائهم.
- هذه الفترة يجب القراءة عنها جيداً وسؤال الخبراء عن الطريقة المثلى للتعامل فيها معهم.
اقرأ أيضاً كيفية إدارة الوقت وتنظيمه