كيف يستعمل الطفل الإنترنت

كيف يستعمل الطفل الإنترنت

دعونا نتفق أن الإنترنت عملة لها وجهان أحدها ضار، والآخر نافع. وعلى أرض الواقع نعلم جيداً أنه لا غنى عنه، ولكن عندما يمس الأمر الأطفال يجب وضع خطة منهجية للإجابة على كيف يستعمل الطفل الإنترنت. خصوصاً أن الطفل يبدأ تعلقه بالشبكة العنكبوتية منذ سن صغير قد يبدأ من 3 سنوات. وكلما كان الأمر مبكراً ويخص الأطفال يكون الأمر سهلاً وممتعاً ببعض التقنيات.

كيف يستعمل الطفل الإنترنت

باختلاف عمر الطفل يختلف التعامل معه، كما أن القيود التي يفرضها الأهل تختلف من حين لآخر. بمعنى أدق، ليس من المفترض تطبيق منهج واحد لجميع الأعمار. مع مراعاة متطلبات كل مرحلة دون السيطرة الضارة لئلا ينقلب الأمر عكسياً.

لنتعرف أولاً على منافع الإنترنت وأضراره على الجانبين، الجانب النفسي والجانب الصحي.

كيف يستعمل الطفل الإنترنت

منافع الانترنت للطفل

الأمر لم يعد ينطوي فقط على أنه وسيلة سهلة ومتاحة للفرار من الدراسة والتسلية في الألعاب الإلكترونية. بل أصبحت الكثير من الدول العربية تعتمد عليه بشكل كامل في الدراسة، واستحصال المعلومات. وفيما يلي منافع الإنترنت للطفل:

  • أداة متاحة دائماً للبحث عن المعلومة الصحيحة. وشرح المواد الدراسية على قنوات اليوتيوب وغيره من المواقع
  • تبادل المعرفة بينه وبين أصدقاء جدد، وقد يطوّر من لغته الأجنبية التي يتعلمها من خلال التعارف، بالطبع مع إشراف الأهل
  • تنمية المهارات والتعرف على ذاته ومواهبه وتحويله إلى شخص منتج وفعّال في بيئته، بتشجيع إيجابي من الأهل
  • الترفيه واعتباره مكافأة تحفيزية للطفل عقب إنجازه لمهامه الدراسية أو لتحقيقه أمرٍ ما
  • استثمار وقت الطفل في القراءة أو مشاهدة الفيديوهات القصيرة الحاملة لمعلومات سريعة
  • مواكبة العصر والتطور، حتى لا يشعر الطفل وسط زملائه أنه لا يدرك عن الإنترنت شيئاً
  • قد يبدأ الخبرات العملية مبكراً من خلال اكتساب مهارات جديدة فتح مجالات متنوعة أمامه

أضرار الإنترنت للطفل

هذا هو الوجه الآخر من العملة الذي لا يحبذه الأهل. وقد يشغل بالهم كيف يستعمل الطفل الإنترنت بشكل مبالغ فيه لدرجة حرمانه من الأجهزة الإلكترونية. ذلك خوفاً عليه من الأضرار. لكن الحل دائماً هو الوسطية في الأمور. بالطبع يقع على عاتق الأهل جزء كبير من مسؤولية الأضرار والمنافع. لذا المراقبة بحزم والنصح بحذر حتى لا نرى نتائج غير متوقعة فيصيبنا الإحباط. وفيما يلي الأضرار الناجمة عن استخدام الطفل للإنترنت:

  • مخاطر صحية تحدث بعد مدة من استخدام الأجهزة الإلكترونية، منها آلام الرقبة، ضعف النظر، تشوش العقل وتأخره.
  • تأثر الطفل نفسياً أقلها الانطوائية والبعد عن الأهل والمجتمع، وصولاً إلى العنف والسب نتيجة المحتوى السلبي الذي يشاهده
  • الإدمان على الإنترنت، وهو من الأضرار الشائعة التي دائماً ما يشتكي منها الأهل
  • الكسل، بدلاً من حل الواجبات المدرسية والتفكير فيها يفضل الطفل أخذ المعلومة جاهزة وقد ستشاركها الأصدقاء في مجموعاتهم
  • المحتوى غير مناسب والذي يثير فضول الطفل فيشاهده خلسة، يبنى قيما أخلاقية تنمو داخله كالسرطان دون توقف، وهو من أخطر الأضرار على المجتمع كله
  • فشي أسراره وأسرار البيت، ويقع الطفل عرضة للمخترقين فمن الممكن أن يسلمه معلومات خاصة
  • ممارسة التنمر في حيّز التعليقات الحرة فلا يهتم أحد بمعرفة الفاعل بقدر اهتمامه بالكلمات الموجهة إليه. وعلى العكس أيضاً تعرض الطفل للتنمر
  • مضيعة للوقت، يقضي معظم الأطفال غالبية وقتهم على الأجهزة الإلكترونية. ويكمن علاج هذا بتحديد الوقت المسموح به لاستخدام النت

استعمال الانترنت وتجنب أضراره للأطفال

أولاً لا ننسى أننا قدوات لأطفالنا نمنحهم ما نملكه ونورثهم أفعالنا قبل أموالنا. لذا فالإصلاح يبدأ من عند الأهل، إذا أردت تجنب أضرار الإنترنت المذكورة. أطفالك فابدأ بنفسك. واقرأ عن التربية الإيجابية، وتذكر ألا تنفذ الخطة بحذافيرها على صغارك. بل استعمل عقلك دائماً في الحكم على الموقف. وسيطر على نوبات الغضب. يقول الأطباء إن الغضب الذي يفرغه الأهل على الأطفال هو في الحقيقية يريح الأبوين فقط. وفيما يلي طرق بسيطة وفعّالة في استعمال الطفل للإنترنت:

  • تحجيم الوقت المسموح فيه استخدام جميع الأجهزة الإلكترونية – من ضمنهم التلفاز – مع ضرورة تنفيذ الأهل لهذا البند
  • ضبط إعدادات الأمان الموجودة في بعض المواقع وجعلها مناسبة للأطفال ومنها موقع اليوتيوب
  • تعليمهم الجلوس الجيد حتى لا تؤلمهم رقبتهم أو أعينهم
  • أعقد جلسات عائلية وامزجها بالمرح والبهجة والألعاب المختلفة، هنا سيفضل الطفل بنفسه الجلوس مع عائلته على الإنترنت
  • حاوره، فالحوار هو عقل التعامل وعرفه بنفسك المخاطر الذي قد يتعرض لها جراء استخدامه للإنترنت
  • تعليم الطفل الصواب من الخطأ، مثل تعريفه بالمحتوى غير الأخلاقي من المحتوى الأخلاقي
  • خصص وقت نهاية الأسبوع للخروج في نزهة وتفريغ الطاقة. هذا الأمر صحي جداً في بناء جسم الطفل
  • اجلس معهم أحياناً أثناء جلوسهم على الإنترنت دون أن تشعرهم بأنك تراقبهم، حتى لا يفقد الطفل ثقته في نفسه وفي والديه
  • علمه أن المعلومات الشخصية ليست مشاعا للناس، وأنها سر لا يجب الإفصاح عنه لأي مخلوق
  • وأخيراً شاور له على المواقع المفيدة وافتحها أمامه، يوجد العديد من البرامج التي تمزج المتعة مع الترفيه

مواقع مفيدة للأطفال لتحسن استخدامهم للإنترنت

من بين ملايين المواقع يوجد منها ما يبث السم في عقول الأطفال، وخصوصاً تحت بند الرسوم المتحركة. في الحقيقة يجب الحذر جداً من أي موقع يدخل عليه الأطفال ومتابعة محتواه بنفسك. وفيما يلي عدة مواقع إلكترونية تم إنشاؤها خصيصاُ لمحاربة المواقع الضارة، والمواقع هي:

موقع تعلم: يحتوي على مقاطع فيديو تعليمية للكبار والصغار. ويشمل أكثر من 1000 فيديو تعليمي في مجالات متنوعة.
يتيح أيضاً الموقع فرصة لتبادل الآراء والتعليقات المثمرة مع المدرسين المنشئين للموقع.

منصة نفهم: تناقش المنصة مشاكل التعليم التي قد يواجهها الطفل بطرق مبتكرة من خلال مقاطع الفيديو.

موق عصافير: له جانب ترفيهي مسل وجانب تعليمي مفيد. يشمل قصصا مصوّرة للأطفال الصغار. وألعاب تعليمية وتطبيقات الرسم والوسائط المتعددة. كما أن له تطبيقا رائعا تجده على الهاتف المحمول.

موقع أ ب ت: موقع تعليمي لتأسيس الأطفال بطريقة طريفة وسهلة. وهو مصمم للأطفال من سن 4 إلى سنوات. ويقدم ألعابا ترفيهية تعليمية دون إشعار الطفل بإجبار التعلم. جرب الموقع الآن من هنا

موقع يوتيوب كيدز: هو من التطبيقات الرائعة التي تعرض فقط المحتوى الخاص بالأطفال. بها فيديوهات متتالية بنفس طريقة اليوتيوب العادي ولكنها للصغار فقط.

أطفال ناشيونال جيوغرافيك: هو موقع باللغة الإنجليزية، وهو تابع لمؤسسة ناشيونال الشهيرة. يضم مجموعة من الألعاب والفيديوهات التعليمية والمسابقات حول الطبيعة والحيوانات وغيره. تمني ذكاء الطفل وتعزز ثقافته وتطور مهاراته.

أقرأ أيضا: كيف أهيئ نفسي للمذاكرة

نصائح للأهل عند استخدام أطفالهم للإنترنت

من الأفضل أن تأخذ الأمر على محمل الجد ونتابع أطفالنا باستمرار. وفيما يلي بعض النصائح للأهل:

  • احتوى طفلك وتحدث إلى عقله وراعي أن حدود فهمه على قدر عمره
  • أجب على جميع أسالته مهما كانت غير مهمة، ليتعلم أنك مصدرة الحيد الموثوق
  • اصنع جدولاً وكن أول الملتزمين به وكل أفراد البيت، وافرض مكافآت للملتزم به
  • خصص من وقتك مدة زمنية للعب مع أطفال، وأخرى للدراسة وحل الواجبات وشاركهم في ذلك
  • تعامل بحذر ولا تفرض سيطرتك بقوة وعنف بل استعمل الرفق والحوار

في النهاية تذكر أن الأمر برمته منطو على الأب والأم في المقام الأول، لذا تغير أسلوب الحياة إلى آخر صحي هو المكسب الحقيقي للطرفين.

اقرأ أيضاَ:

كيف أعيش حياة صحية ؟

كيفية إدارة الوقت وتنظيمه

هل الدراسة في تركيا صعبة

كيف يستعمل الطفل الإنترنت

كيف تبدأ الحديث مع الغرباء

مؤلفات ابن خلدون

كيف اكتب قصة قصيرة

أهم مؤلفات طه حسين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *